الشفة أو الحنك ( سقف الفم ) المشقوق وهي مشكلة خلقية شائعة الحدوث تنجم عن عدم التحام الأنسجة أو العظام خلال الحياة الجنينية وينتج عن ذلك وجود شق في الشفة العلوية أو شق في مخاطية أو عظم سقف الفم ( الحنك) أو كلاهما ، تؤثر هذه المشكلة جمالياً ونفسياً واجتماعياً على حياة الطفل و عدا عن ذلك فإنها تسبب اضطرابات في الرضاعة ومشاكل في النطق والكلام .
يلاحظ وجود شق في الشفة أو الحنك مباشرة بعد الولادة ، كما يمكن تشخيصه قبل الولادة من خلال فحوص الإيكو الروتينية للحامل .
عندما يكون الشق في الشفة العلوية فقط يلاحظ وجود ثلم خفيف في الشفة ، وقد يكون الشق في جهة واحدة أو في جهتين ( وجود شقين أيمن و أيسر في الشفة العلوية )، كما قد يكون الشق ممتد من الشفة للخلف وقد يصل حتى شراع الحنك ( القسم الرخو من سقف الفم ) .
وقد يوجد شق في الحنك مع شفة سليمة .
تعتبر هذه الحالة من أكثر التشوهات الخلقية شيوعاً ولكن أصبح الآن بالإمكان علاجها جراحياً لاستعادة الوظيفة الطبيعية للشفة وجوف الفم والحصول على شكل أقرب مايكون للطبيعي دون ندبة ظاهرة.
ما هي الأسباب وراء الحنك المشقوق والشفة المشقوقة؟
خلال الحياة الجنينية تلتحم العظام و الأنسجة من الجهتين لتشكيل جوف الفم وجوف الأنف بشكل طبيعي ، وفي الحالات التي تعيق حدوث هذا الالتحام سينتج عنها شق خلقي، ويختلف شكل الشق وامتداده بحسب شدة التشوه وقد يشمل الانشقاق الأنسجة دون العظام أو قد يكون انشقاق في عظم الحنك والأنسجة فوقه سليمة وقد يكون صعب الاكتشاف في هذه الحالة، أو انشقاق يشمل العظم والأنسجة كلاهما وهو الشكل الأكثر تسبباً بالمشاكل الصحية .
معظم حالات الشفة المشقوقة والحنك المشقوق تنتج عن عوامل وراثية و بيئية غير محددة بدقة ، لذا فإن وجود قصة عائلية لولادة طفل بانشقاق حنك أو شفة أو التدخين وتعاطي الكحول خلال الحمل أو استخدام بعض الأدوية يرتبط بزيادة احتمال الإصابة بانشقاق الحنك و الشفة.
ماهي الأعراض و المشاكل التي تنتج عن وجود انشقاق في الشفة أو الحنك؟
يواجه الأطفال الذين يعانون من مشكلة شق الشفة أو الحنك من صعوبة في الرضاعة وقد يتعرضون لمشاكل سوء التغذية .
كما يعاني الطفل من التهابات متكررة في الأذن .
في حال لم يتم إصلاح المشكلة في الطفولة الباكرة فقد يعاني الطفل من صعوبات في الكلام والنطق عدا عن صعوبات التكيف الاجتماعي التي قد يتعرض لها .
ماذا عن علاج الشفة المشقوقة والحنك المشقوق؟
العلاج الأساسي للحالة هو إجراء جراحة من قبل طبيب اختصاص جراحة تجميلية أو اختصاص أذن أنف حنجرة ، بهدف تمكين الطفل من الرضاعة وحمايته من مواجهة مشاكل في الكلام أو السمع فيما بعد، كما تؤمن الحصول على شكل جمالي طبيعي لحماية الطفل من التعرض للتنمر والمشاكل النفسية .
تجرى خياطة الشفة المشقوقة عادة بعمر ثلاثة أشهر وذلك بخياطة الطيات والطبقة العضلية من الجهتين والحصول على شكل طبيعي للشفة .
بينما إصلاح الحنك المشقوق يجرى في عمر السنة ، من خلال إعادة بناء هيكل سقف الفم وأرضية الأنف وتتبع عادة بجراحات إضافية لإصلاح شكل الفم والشفة .
نسبة نجاح العملية جيدة جداً واختلاطاتها قليلة تتضمن نزيف أو عدوى أو ندبة .
قد يحتاج الطفل لمتابعة إضافية لعلاج مشاكل النطق ومتابعة لحالة الأسنان وقد يحتاج لإجراء تقويم للأسنان كما تتم متابعة تهوية الأذن الوسطى ومشكلات السمع .
تلين الحنجرة الخلقي عند حديثي الولادة ( الاسباب ، الاعراض والعلاج ).