تعتبر غزارة دم الطمث معاناة قد تنعكس على الحياة اليومية لدى الفتيات والنساء وتسبب لديهن القلق والاحراج وقد تدل على وجود اضطراب هرموني او حالة مرضية واضطراب عضوي في الرحم .
كما أن النزف الدموي المستمر والغزير خلال الحيض قد يؤدي لمضاعفات هامة مثل فقر الرم بعوز الحديد والذي قد تغفل عنه الكثير من المريضات .
غزارة دم الطمث تسمى بالنزف الطمثي وتحدث عندما يتجاوز كمية الضائعات الطمثية خلال الحيض 80 مل .
وبسبب فقد كمية كبيرة من الدم فقد ينقص عمل الانزيم الحال للفيبرين مما يؤدي لتشكل جلطات دموية في دم الطمث
قد تحدث غزارة الطمث على حساب سائل النسج دون خسارة دموية زائدة لذا لا تعاني النساء في هذه الحالة من فقر دم عكس ما هو متوقع .
ما هي العلامات التي تساعدك في معرفة وجود غزارة في دم الحيض ونزف طمثي غير طبيعي؟ والامَ يشير النزف الطمثي الغزير وهل يمكن ان يخفي وراءه حالة مرضية هامة ؟.
العلامات التي تدل على وجود غزارة في دم الحيض :
استخدام العديد من الفوط الصحية والحاجة لوضع فوط مزدوجة وتشربها بالدم بشكل كامل وتبديلها كل ساعتين على الأكثر، الاستيقاظ من النوم لتبديل الفوط الصحية بسبب غزارة النزف .
وجود دم متجلط بحجم اكثر من ربع الفوطة الصحية .
قد تستمر مدة الطمث لاكثر من ٧ أيام ( تطاول طمث ).
تأثر العمل والنشاط اليومي بسبب القلق حول غزارة الطمث .
الشعور بالتعب والارهاق وفقدان الطاقة .
أسباب النزف الطمثي وغزارة دم الطمث :
قد يكون السبب في وجود غزارة في دم الطمث اضطراب هرموني وخلل في توازن الهرمونات وقد يكون بسبب وجود مشكلة موضعية في الرحم كما قد تؤثر بعض الامراض والحالات الصحية في الدورة الشهرية وتسبب غزارة دم الطمث كما قد تحدث في بعض الاضطرابات الدموية او عند العلاج ببعض الادوية .
غزارة الطمث بسبب وجود اضطراب هرموني :
تنمو بطانة الرحم خلال الدورة الشهرية تحت تأثير توازن هرمونات الاستروجين والبروجسترون والتبدل الطبيعي في مستويات الهرمونات خلال الدورة ، بعد الاباضة يحدث زيادة في مستوى هرمون البروجسترون بسبب افرازه من الحسم الاصفر لتهيئة الرحم لاستقبال البيضة الملقحة والتعشيش في حال حدث الحمل . كما ترتفع مستويات هرمون الاستروجين بشكل طبيعي لزيادة نمو الاوعية الدموية في البطانة وتهيئة بطانة الرحم لتغذية الجنين .
وبحال عدم حدوث حمل سيتراجع الجسم الاصفر المفرز للهرمونات مما يسبب انخفاض في مستويات الاستروجين والبروجسترون وحدوث انسلاخ في بطانة الرحم وبدء النزف الطمثي.
وعند حدوث خلل في التوازن الهرموني الطبيعي سيؤدي لفرط تصنيع وسماكة في بطانة الرحم والتي ستنسلخ وتخرج مع بدء الطمث وتسبب نزف طمثي غزير .
يحدث اضطراب وعم توازن هرموني في حالات البدانة ( حيث ان النسيج الشحمي ينتج هرمون الاستروجين ) وفي المبيض متعدد الكيسات والمقاومة على الانسولين .
كما ان اضطرابات الهرمونات الدرقية تؤدي لتغيرات في الطمث والدورة الشهرية حيث ان قصور الدرق عندما تترافق بارتفاع هرمون الحاث للدرق TSH تؤدي لغزارة دم الطمث .
تحدث غزارة الطمث ( نادراً ) عند وجود ورم مبيضي مفرز للهرمونات .
غزارة دم الطمث نتيجة اضطراب عضوي في الرحم .
تحدث غزارة الطمث عند وجود ورم ليفي تحت المخاطية (ورم عضلي املس رحمي سليم ) ، بوليب رحمي ، عضال غدي منتشر ( حالة سليمة حيث تتوضع بطانة الرحم ضمن العضلية الرحمية وتسبب الم شديد وغزارة دم الطمث) , استخدام لولب كوسيلة لمنع الحمل ، كما قد يسبب الانتان والداء الحوضي الالتهابي غزارة طمث في حالات نادرة ، ومن الاسباب غير الشائعة هي وجود سرطان رحمي او سرطان عنق الرحم قد تسبب غزارة في دم الطمث ( نادر)
غزارة الطمث بسبب حالة صحية او دوائية :
تحدث غزارة الطمث في سياق امراض الغدة الدرقية ، الاضطرابات الدموية مثل نقص الصفيحات المناعي و داء فون ويلبراند كما تحدث بسبب اضطرابات التخثر في سياق امراض الكبد والكلى .
كما يمكن ان تحدث غزارة الطمث سياق استخدام موانع الحمل الهرمونية او استخدام مميعات الدم مثل الوارفارين.
غزارة الطمث قد تؤدي للاصابة بفقر الدم بعوز الحديد .
فقد الدم الغزير خلال الدورات الشهرية سيؤدي لفقدان الكريات الحمراء وفقد مخازن الحديد في الجسم بشكل يتجاوز قدرة الجسم على تعويض النقص مما يتسبب بفقر دم صغير الكريات .
حيث ان الحديد يدخل في تصنيع الهيموغلوبين وضروري لحمل جزيئات الاوكسجين وايصالها للانسجة وعند نقص مخازن الحديد في الجسم سيتأثر انتاج الهيكوغلوبين ويؤدي لحالة فقر دم .
يتظاهر فقر الدم بالتعب المزمن والشحوب ويتطلب تعويض الحديد من المصادر الغذائية الغنية به واخذ مكملات الحديد الفموية لملء مخازن الحديد من جديد .
التشخيص والاختبارات الطبية .
يستفسر الطبيب عن انتظام دورتك الشعريودة وعدد ايام الطمث وعدد الفوط الصحية التي تستخدمينها يوميا و وجود دم متخثر في الفوط الصحية بحجم كبير.
يتوجه الطبيب بحسب حالة المريضة وعمرها لمجموعة من الاختبارات فقد يطلب اجراء اختبارات دم لتحري اضطرابات الدم او اضطرابات الدرق وتشخيص وجود فقر دم لعوز الحديد .
كما قد يجرى فحص بالايكو ( التصوير بالصدى ) لدراسة المبايض ووجود مشكلات عضوية في الرحم وقياس سماكة بطانة الرحم .
وبناء على الاختبارات السابقة قد يجرى تنظير رحم واخذ خزعات او اجراء لطاخة بابانيكولا من عنق الرحم وا٠راء خزعات .
كما يتم استبعاد الاسباب الدوائية والامراض الكبدية والكلوية والتي قد تكون هي المسبب في غزارة الطمث.
العلاج :
يعتمد العلاج على حالة المريضة العامة و سبب غزارة الطمث والخطة الانجابية للمريضة ومدى تحملها للعلاجات المقترحة .
يتم تقديم العلاج المناسب للحالة المرضية المسببة للتخلص من مشكلة غزارة الطمث.
في حال وجود غزارة طمث وظيفية ناتحة عن اضطراب هرموني يمكن استخدام احد العلاجات التالية :
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ، مثل الايبوبروفين ونابروكسين الصوديوم . حيث انها تقلل من اطلاق البروستاغلاندينات مما يقلل التقلصات الرحمية بالتالي السيطرة على النزف الطمثي حيث يقل حجم الضياع الطمثي بمقدار 30% ويخفف الآلام المرافقة للطمث.
حمض الترانكساميك وهو مضاد لانحلال الليفين يساهم في تقليل كمية الضياع الطمثي حتى 50%.
اللولب الرحمي الهرموني المفرز للبروجسترون ، ينظم الدروة الشهرية ويقلل كمية النزف الطمثي خلال ٣ سنوات على الاقل كما انه وسيلة فعالة لمنع الحمل عند النساء الراغبات بذلك .
موانع الحمل الهرمونية المركبة ، تنظم الدورة الشهرية وتقلل النزف الطمثي الغزير وقد نترافق بشح طمث او انقطاع طمث احيانا .
يمكن اللجوء في بعض الحالات لتجريف الرحم وهو يشمل كشط البطانة الرحمية دون الوصول للطبقة القاعدية لبطانة الرحم بالتالي تنمو بطانة الرحم من جديد وينكس عزارة الطمث خلال ستة اشهر تقريبا .
عند النساء اللواتي انهين حياتهن الانجابية ولا يرغبن بالحمل مجددا ، يمكن اللجوء لاستئصال رحم او اجتثاث بطانة الرحم ( وهو كشط الطبقة القاعدية لبطانة الرحم ) .