تعتبر بحة الصوت العرض الأساسي لأمراض الحنجرة ، وهي تسبب اضطراب القدرة على إصدار الأصوات بالشكل الطبيعي ، بسبب نقص قدرة الحبال الصوتية على الاهتزاز بشكل طبيعي مع الزفير، والصوت المبحوح هو صوت خشن و غليظ وضعيف .
قد تحدث بحة الصوت لأسباب عضوية أو وظيفية متنوعة، و تعتبر التهابات الحنجرة من أشيع أسباب بحة الصوت وهي قابلة للتراجع والتحسن بالراحة الصوتية و العلاج الدوائي .
ماهي أسباب بحة الصوت؟
تحدث بحة الصوت بشكل شائع عند الإصابة بالتهابات الحنجرة سواء الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية أو التهابات الحنجرة التحسسية أو التخريشية و المرافقة للتدخين و القلس المعدي المريئي.
حيث تتوذم الطيات الصوتية نتيجة الحالة الالتهابية أو التحسسية في الحنجرة ويصبح اهتزازها مع الزفير أكثر صعوبة بالتالي إصدار أصوات مبحوحة .
تتشنج الحنجرة عند التعرض لمخرش ما مما يؤدي للإصابة ببحة الصوت ، مثل التدخين أو التعرض للدم والمفرزات خلال العمليات الجراحية .
وقد تحدث بحة الصوت نتيجة رض الحبال الصوتية عند إدخال التنبيب الرغامي والتخدير قبل العمليات الجراحية أو نتيجة جراحة على الحنجرة .
كما تحدث نتيجة استنشاق الدخان في الحرائق حيث تتوذم الحنجرة وقد يصبح الشخص عرضة للاختناق والوفاة .
بالإضافة إلى أن العلاج الشعاعي لسرطانات منطقة العنق قد يؤدي للإصابة ببحة صوت .
ومن أسباب بحة الصوت أيضاً العلاج بالكورتيزون الاستنشاقي عند مرضى الربو .
من الأدوية الأخرى المسببة لبحة الصوت : خافضات الضغط و مدرات البول و مضادات الهيستامين و مشابهات الأستيل كولين .
من الشائع ملاحظة بحة الصوت عند مرضى قصور الدرق وذلك بسبب ترسب الوذمة المخاطية في الطيات الصوتية.
بالإضافة لأمراض جهازية أخرى تسبب ارتشاحات نسيجية وترسبات مثل الداء النشواني و التدرن والسفلس والجذام .
كما أن اضطرابات مستوى كورتيزول الدم في سياق فرط أو قصور الغدة الكظرية قد تترافق ببحة صوت .
تنتج بحة الصوت نتيجة شلل الحبال الصوتية ، بسبب إصابة العصب الحنجري الراجع المسؤول عن تعصيب الحبال الصوتية ، حيث تعتبر أذية العصب الحنجري الراجع وخاصة في الجهة اليسرى من أهم أسباب الشلل الحنجري،
بحيث تنتج أذية العصب الحنجري الراجع عن عدة أسباب هي سرطانات الدرق و العمليات الجراحية على الغدة الدرقية ، أو انضغاط العصب الحنجري الراجع في المنصف بسبب كتلة ورمية أو أم دم أبهرية أو ضخامة قلبية .
ينتج عن سوء استخدام الصوت اضطرابات في الغشاء المخاطي للحبال الصوتية وتشكل عقد المغنين أو قرحات التماس وهي جميعها حالات سليمة وليست سرطانية ولكنها ستترافق مع أعراض بحة صوت تسوء خاصة بعد الكلام لفترة طويلة وبصوت عالي وهي مشكلة شائعة عند المعلمين والأطفال .
ومن أسباب بحة الصوت أيضاً تشكل بوليبات أو كيسات على الحبال الصوتية وهي حالات حميدة سببها توذم تحت مخاطية الحبال الصوتية ولكنها تتطلب العلاج الجراحي .
تسبب أورام الحنجرة السليمة وأشيعها حليموم الحنجرة الناتجة عن عدوى فيروسية وهي حالة سليمة ونسبة التحول للخباثة ضئيلة لكن يجب علاجها والعلاج الأفضل هو استئصالها بليزر CO2 .
تنتج بحة الصوت بشكل مبكر عند الإصابة بسرطانة حنجرة في منطقة المزمار ( على الحبال الصوتية) وهي علامة مبكرة وهامة يمكن بسببها اكتشاف سرطان الحنجرة بمرحلة مبكرة بحيث يمكن إجراء جراحة والشفاء من السرطان .
وتنتج أيضاً عن سرطانات الحنجرة التي تنشأ خارج منطقة المزمار ( الحبال الصوتية ) وتمتد باتجاه الحبال الصوتية .
معظم حالات بحة الصوت السليمة تشفى خلال ثلاثة أسابيع مع الراحة الكلامية،
لكن كل بحة صوت تستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع تتطلب تشخيص طبي وإجراء تنظير حنجرة بسبب احتمالية الإصابة بسرطان في الحنجرة ، يمكن خلال التنظير أخذ خزعات أو التدخل جراحياً بحسب الحالة.
وفي الختام نترككم مع بعض النصائح للوقاية والتخفيف من بحة الصوت :
1.استخدام سكاكر العسل والعكبر المطرية للحلق أو سكر نبات وشرب المشروبات الساخنة وتجنب المنبهات و الأطعمة الحارة والتوابل.
2.يمكن استنشاق البخار المتصاعد من وعاء من الماء الساخن أو الاستحمام بالمياه الساخنة.
3.تجنب التدخين أو الجلوس مع المدخنين.
4.تجنب الكحول والأطعمة الحارة.
5.تجنب إرهاق صوتك ومنح الراحة لأحبالك الصوتية.