عند دخول المرأة في مرحلة انقطاع الطمث يحدث لديها تغيرات في دورتها الشهرية من عدم انتظام او غزارة دم الطمث او شح طمث او تباعد وتقارب الطموث ، وعند غياب الدورة الشهرية لمدة عام كامل ( 12 شهر ) لم تطمث فيهن السيدة ولا مرة تكون قد دخلت في سن انقطاع الطمث و رؤية الدم بعد ذلك لا يعتبر دورة طمثية طبيعية .
وعند حدوث نزف دموي ورؤية الدم من جديد يجب مراجعة الطبيب وعدم اهمال ذلك .
ما أسباب عودة النزف بعد دخول المرأة في سن انقطاع الطمث ( سن الاياس ) ؟ وهل يشير ذلك دائما لحالة خطيرة مثل السرطان ؟ وما الاجراءات التشخيصية المطلوبة في هذه الحالة و ما العلاجات المتاحة ؟.
أسباب النزف بعد انقطاع الطمث متعددة وتنتج عن كثير من الحالات التي يعتبر بعضها بسيط ولا يحمل خطورة والبعض الاخر هام وخطير .
من اشيع اسباب النزيف المهبلي بعد انقطاع الطمث لدى السيدة هو ضمور مخاطية المهبل وترققها بشكل طبيعي نتيجة انخفاض مستوى هرمون الاستروجين في هذه المرحلة من حياة المرأة . وهو ما يسمى بالتهاب المهبل الضموري حيث يصبح المهبل رقيق وجاف وملتهب ويتعرض للنزيف خاصة بعد الجماع ، يمكن استخدام كريمات الاستروجين المهبلية او الحلقات الاستروجينية المهبلية ، لتخفيف هذه الحالة.
ويجب معرفة أن السيدات المعالجات بالاستروجين مع او بدون البروجسترون ( العلاج الهرموني المعيض HRT ) تملك دورات طمثية ونزيف شهري دوري لكن طبعا دون حدوث اباضة فالعلاج المعيض يؤثر في بطانة الرحم ويؤدي لدورة رحمية شهرية دون ان يعني ذلك مقدرة السيدة على الانجاب فان مرحلة الخصوبة تنتهي بحدوث انقطاع الطمث.
من الحالات السليمة التي ترتبط بالنزيف بعد انقطاع الطمث هو وجود بوليبات ( زوائد سليمة في المخاطية ) سواء في عنق الرحم او جوف الرحم ومن الشائع حدوث النزيف المهبلي في هذه الحالة وخاصة بعد الجماع ، يمكن التشخيص من خلال الايكو ( التصوير بالصدى ) أو تنظير عنق الرحم او الرحم ورؤية البوليبات واخذ خزعات منها او استئصالها علما أن احتمال خباثة هذه البوليبات موجود ولكنه نادر جدا .
من اسباب النزيف بعد انقطاع الطمث هو وجود فرط تصنع في بطانة الرحم تحت تأثير تعرض بطانة الرحم لمستويات من الاستروجين غير معاكسة بالبروجسترون ، و يتم التشخيص من خلال اجراء ايكو وحساب سماكة بطانة الرحم فاذا كانت اكثر من 5 ملم فإن السيدة بحاجة لاجراء تنظير جوف الرحم واخذ خزعات ودراستها او اجراء تجريف لبطانة الرحم كما قد يجرى في بعض الحالات استئصال رحم بحال رغبت المريضة بذلك .
كما ان النساء المصابات بسرطان الثدي والمعالجات بالتاموكسيفين والذي له تأثير معاكس للاستروجين على هلايا الثدي بينما يكون تاثيره مشابه للاستروجين على خلايا بطانة الرحم مما يؤدي لفرط تصنع في بطانة الرحم قد تترافق بحدوث نزيف دموي .
يعتبر النزيف الدموي من المهبل عرض شائع ومبكر للاصابة بسرطانات الرحم وسرطانات عنق الرحم ويجب على السيدة اعتبار رؤية الدم علامة انذارية تتطلب منها اجراء فحص طبي في اقرب وقت دون اهمال ذلك ، يمكن التشخيص من خلال اجراء تنظير عنق الرحم او تنظير الرحم واخذ خذعات ودراستها مجهريا واثبات وجود الخباثة النسيجية كما يجب تحديد مرحلة الورم وتلقي العلاج المناسب للمرحلة مع نسب شفاء جيدة جدا عند التشخيص المبكر واخذ العلاج المناسب للمرحلة سواء الاستئصال الجراحي التام او تلقي العلاج الشعاعي او الكيميائي وفقا للخطة العلاجية .
قد يحدث النزف المهبلي في سياق وجود اضطرابات دموية لدى السيدة مثل نقص الصفيحات او متلازمة فون ويلبراند او نتيجة المعالجة بالادوية المميعة للدم مثل الوارفارين
تعتبر الامراض المنقولة بالجنس مثل الكلاميديا او السيلان البني احد مسببات النزف المهبلي بعد انقطاع الطمث ويجب في هذه الحالة اخذ لطاخات مهبلية لتشخيص الاصابة الجرثومية وتلقي العلاج المناسب بالصادات الحيوية .
ومن النادر جدا ان تترافق اورام المبيض الخبيثة في مراحلها المتقدمة بحدوث نزف مهبلي .
يجب اجراء الفحص النسيجي باخذ لطاخة او خزعات في جميع الحالات حتى لو كان التشخيص موجه تماما نحو التهاب المهبل الضموري او البوليبات ، و معظم حالات النزيف المهبلي بعد انقطاع الطمث هي حالات سليمة وسهلة العلاج و تمثل الخباثات حوال 15% من الحالات فقط ولكن من الهام نفي وجود الخباثة عند كل سيدة ظهر لديها الدم مجددا بعد انقطاع الطمث عنها لمدة 12 شهر .
اقرأ أكثر حول: