الوهن العضلي الوخيم:
إن الوهن العضلي الوخيم هو عباره عن إصابة العضلات عند اتصالها بالأعصاب مما يؤدي إلى الإجهاد السريع والتعب الشديد بعد القيام بأي عمل وهذا الأمر يعتبر معيقاً للحياة بشكل كبير.
ولكن لحسن الحظ لا يعتبر هذا المرض من الأمراض الشائعة والمنتشرة بشكل كبير حيث يحقق نسبة انتشار 15 مريض لكل مئة ألف إنسان والتي تعتبر نسبة منخفضة ولكن تبقى أعراض هذا المرض مشكلة كبيرة لدى أهل المصاب لأنه سوف يعتمد عليهم بشكل كبير.
الأعراض:
تتأثر جميع عضلات الجسم الإرادية بهذا المرض فتتعب بعد العمل حيث يزداد التعب والضعف بعد الجهد ويتحسن بعد الراحة أي أن الضعف ليس دائماً موجود ولكنه يحضر ويغيب كما أن هذا المرض من الأمراض المترقية أي أن الإصابة تزداد تدريجياً حتى تصل إلى إصابة أكبر وأسوأ.
عضلات العين:
وكما ذكرنا يصيب هذا المرض جميع المجموعات العضلية ولكن يوجد بعض العضلات التي تشيع فيها الإصابة أكثر من غيرها خاصة
عضلات العين والعضلة الجفنية حيث يحدث إطراق فلا يستطيع المريض أن يرفع الجفن كثيراً بالإضافة إلى حدوث الشفع وذلك بسبب إصابة العضلات التي تحرك العين في جميع الاتجاهات فيحدث خلل في التنسيق بين العينين فتتعب عضلات إحدى الطرفين فلا تستطيع التحرك بالنسق الذي تتحرك فيه العين الأخرى.
الوجه و الحنجرة:
تتأثر أيضاً عضلات الوجه والحنجرة حيث نلاحظ على المريض مشاكل في الكلام حسب العضلة المصابة ونجد أيضاً صعوبات في المضغ والبلع والتي تعتبر إصابتها خطيرة جداً لأن أي اضطراب في عملية البلع سوف يؤدي إلى دخول أجزاء الطعام إلى الرئتين والقصبات مما قد يؤدي إلى ذات الرئة كما تتأثر العضلات التعبيرية فلا تستطيع أن تعرف الابتسام من العبوس والحزن من الفرح.
الجذع والأطراف:
عندما يصاب أحد هذه الأجزاء بالوهن العضلي الوخيم فسوف يتأثر عمله فإصابة الرقبة مثلاً سوف تمنع من تثبيت الرأس وإصابة الأطراف سوف تعيق المريض عن تأدية الواجبات والأمور اليومية كالمشي والكتابة.
الأسباب:
يعتبر المسبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض هو السبب المناعي حيث تتشكل العديد من الأضداد التي ترتبط بمستقبلات في العضلة.
الآلية المرضية:
عندما يصل التنبيه العصبي إلى العضلة فإن النهايات العصبية تقوم بإفراز مادة كيميائية مشهورة وهي الأستيل كولين والتي تقوم بدورها بالارتباط بمستقبلاتها الموجودة في العضلة وعندما يصاب الإنسان بالوهن العضلي الوخيم فإن هذه الأضداد التي تشكلت تكون مشابهة بشكلها ثلاثي الأبعاد للأستيل كولين فترتبط بالمستقبلات العضلية وتمنع ارتباط جزيئات الأستيل كولين الحقيقية بها فتعيق عمل العضلة ويزداد الضعف مع الحركة وذلك لأنه يبقى عدد من المستقبلات متاحة للجزيئات الطبيعية ولكنها غير كافية حتى يقوم الإنسان بجهد كبير لذلك يستطيع القيام بالأعمال الخفيفة ولكنه يجهد بعد القيام بها.
التشخيص:
بعد أن يقوم الطبيب بالفحص العصبي الكامل يشك بوجود هذا المرض ولكن يوجد بعض الاختبارات المؤكدة لوجود هذا المرض مثل
اختبار كيس الثلج
يتم وضع كيس من الثلج على الجفن فإذا ظهر تحسن فهذا مؤكد لإصابة المريض بالوهن العضلي وذلك لأن المرض يتحسن عند التعرض للبرودة.
تحليل الدم
يمكن لتحليل الدم أن يكشف وجود الأجسام المضادة التي تعيق نقل الإشارة من العصب إلى العضلة وإذا قمنا بتحفيز العصب فسوف نلاحظ زياده الإرهاق والتعب في العضلة بعد عدد من المرات.
ويجب على الطبيب أن يجري اختبار للوظائف الرئوية حيث يجب التحقق ما إذا كان هذا المرض يؤثر على عملية التنفس أو على عضلة الحجاب الحاجز.
العلاج:
1-مثبطات الكولين استيراز:
يتضمن العلاج العديد من الإجراءات الدوائية والجراحية فمن الممكن أن يبدأ المريض بتناول الأدوية المثبطة للكولين استيراز وهو الأنزيم الذي يفكك الأستيل كولين وعندما نقوم بتثبيطه فإننا نمنع تفكك الأستيل كولين مما يؤدي إلى ارتفاع نسبته في المشبك العصبي العضلي ويرتبط بالمستقبلات أكثر من الأضداد ويعتبر هذا الدواء من الأدوية المخففة للحالة.
2-الكورتيكوستيروئيدات ومثبطات المناعة:
كما من الممكن أن يتناول المريض كورتيكوستيروئيدات مثل البريدلون والذي يقوم بتخفيف الحالة الالتهابية ومنع تشكل الأضداد وتثبيط المناعة وفي حال فشل هذا الدواء في إعطاء أي نتيجة فإن المريض يجب أن ينتقل إلى الى تناول مثبطات المناعة مثل الازاثيوبرين والميكوفينولات موفيتيل والسيكلوسبورين والميتوتريكسات والتكروليموس وغيرها.
3-الفصادة:
يوجد علاج مستخدم من قبل الكثير من المرضى لعلاج حالات قصيرة ولمنع تفاقم المرض وهو فصادة البلازما عبر الوريد حيث يتم سحب الدم من الوريد وفصل الأضداد من البلازما ومن ثم إعادة الدم إلى الوريد.
4-الجراحة:
تعتمد على استئصال غده التايموس والتي تعتبر مسؤولة عن نضج الخلايا التائية المسببة للرد المناعي الخاطئ وغالباً يوجد العديد من الإصابات الورمية في غدة التيموس عند مرضى الوهن العضلي الوخيم فإن استئصال هذه الغدة قد يخفف من الأعراض ويكون المريض بحال أفضل من ما كان عليه.
وفي الختام سوف نتحدث عن تطبيق يساعدك في كشف الأعراض المختلفة التي قد تصيبك إذا كنت تعاني من هذا المرض فيساعدك هذا التطبيق في الكشف المبكر عن الوهن العضلي الوخيم وهذا بفضل التقنيات الحديثة والذكاء الصنعي الذي أوصلنا إلى إمكانية دمج العلوم الطبية بالتكنولوجيا الحديثة والحصول على تطبيقات رائعة تخدم قسم الرعاية الطبية مثل تطبيق Myasthenia gravis test والذي يعتبر تطبيق خفيف الحجم مناسب لجميع الأجهزة ومجاني.
تحميل التطبيق.
من خلال الرابط التالي اضغط هنا