تعتبر جراحة الجيوب الأنفية أحد الطرق العلاجية التي يتم اللجوء لها في حالات الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية وخاصة الالتهابات المزمنة بحال عدم الاستجابة للعلاجات الدوائية، حيث تهدف جراحة الجيوب الأنفية لتخفيف شدة الأعراض و فتح الجيوب الأنفية وإزالة الانسداد الحاصل و تحسين تصريف المخاط وتهوية الجيوب الأنفية، وتستخدم أيضاً لعلاج بعض الحالات المرضية الأخرى التي تصيب الجيوب الأنفية مثل البوليبات والسرطانات .
ماهي الحالات التي يتم اللجوء فيها لجراحة الجيوب الأنفية ؟
يتم اللجوء للحل الجراحي في علاج التهاب الجيوب الأنفية بعد تجربة العلاجات الدوائية الأخرى و عدم استفادة المريض ، حيث يتم بداية علاج التهاب الجيوب الأنفية الحاد بالأدوية المضادة للتحسس و الستيروئيدات الأنفية ( بخاخ) و الصادات الحيوية وفي حال تطور لالتهاب جيوب مزمن قد تكون هناك حاجة لإجراء جراحة في بعض الحالات مثل العدوى البكتيرية أو الفطرية أو انتشار الالتهاب للأنسجة العظمية .
تجرى جراحة الجيوب الأنفية أيضاً لاستئصال البوليبات والكتل السرطانية التي تنشأ داخل الجيوب الأنفية .
تتطلب هذه الجراحة الحذر الشديد ويجب أن تجرى من قبل أخصائي أنف أذن حنجرة نظراً لقرب مجال الجراحة من العينين و الأعصاب البصرية و الدماغ و الشرايين السباتية الداخلية ومع ذلك تعتبر الاختلاطات الخطيرة المحتملة حالات نادرة .
يوجد نوعين للجراحة :
1.جراحة الجيوب التنظيرية :
تعتبر جراحة الجيوب التنظيرية من أشيع التقنيات المستخدمة في التداخل الجراحي على الجيوب الأنفية، وهو إجراء حديث نسبياً ، تتطلب تخدير موضعي أو عام حيث يتم إدخال المنظار و أدوات دقيقة جداً عبر أحد فتحتي الأنف دون وجود شق جراحي خلال العملية، حيث أن المنظار يرتبط بشاشة خارجية تؤمن للجراح رؤية واضحة و إمكانية إزالة الأنسجة الالتهابية و فتح الانسداد وتصريف الجيوب الأنفية ، حيث تعتبر هذه العملية من أكثر العمليات التي يتم إجراؤها لأنها أقل العمليات تسبباً بالألم وحدوث الاختلاطات بعد الجراحة و فترة الشفاء تكون أقصر مقارنة بالتداخلات الجراحية الأخرى .
وهو إجراء جراحي وظيفي يهدف إلى تنظيف الجيوب الأنفية من الأنسجة الالتهابية والعدوى الخمجية أو الفطرية مع الإبقاء على الغشاء المخاطي دون إزالته للمحافظة على تنفس هواء نقي و رطب.
2. الجراحة التقليدية:
والتي تتم عبر إجراء شق جراحي في الوجه و الدخول لمنطقة الجيوب و استئصال الأنسجة فهي تعتبر أكثر تسبباً بالاختلاطات وتتطلب مدة أطول للتعافي ، نادراً ما يتم اللجوء لها في حالات معقدة .
يعتمد اختيار تقنية الجراحة ( تقليدية أو تنظيرية ) بحسب موقع الالتهاب و شدة الإصابة .
تقنية توسيع الجيوب الأنفية بالبالون :
وهي التداخل الأسهل والأبسط لحل مشاكل الجيوب الأنفية الناتجة عن انسداد مخرجها حيث لا يتم إجراء شق جراحي ولا حاجة للتخدير، يتم إدخال بالون و نفخه داخل الأنف مما يساعد على تسليك الجيوب الأنفية وفتحها وتصريفها، يتم اللجوء لهذه الطريقة في بعض حالات التهاب الجيوب المزمنة .
ماهي مخاطر إجراء جراحة الجيوب الأنفية ؟
تعتبر جراحة الجيوب الأنفية آمنة ونسبة حدوث الاختلاطات فيها نادرة . وتشمل :
حدوث نزيف حاد وخطير خلال الجراحة يتطلب نقل دم أحياناً.
قد تؤدي لفقدان حاسة الشم بشكل مؤقت خاصة خلال الأيام الأولى بعد الجراحة أو دائم في حالات نادرة .
ونظراً لقرب الجراحة من منطقة العين أو الدماغ فقد تسبب حدوث أذيات هامة مثل أذية العصب البصري مما قد يتسبب بفقدان رؤية أو أذية الأعصاب الحسية في الوجه مما يسبب خدر وتنميل في الوجه لعدة أشهر و قد يكون دائم .
قد تترافق جراحة الجيوب الأنفية مع خطورة حدوث نز سائل دماغي شوكي نتيجة حدوث أذية في قاعدة الجمجمة و ذلك يؤدي إلى احتمال الإصابة بالتهاب السحايا .
في بعض الحالات قد يكون هناك حاجة لإعادة الجراحة بسبب عودة الأعراض من جديد نتيجة عدم إزالة كامل الأنسجة الالتهابية خلال الجراحة .
وفي الختام نترككم مع بعض النصائح الذي يجب اتباعها بعد جراحة الجيوب الانفية :
1.يتم التخريج من المشفى خلال يوم من العملية مع الحاجة لعدة أيام ( أقل من اسبوع) للتعافي بعد الجراحة والعودة للحياة اليومية .
2.يتم دك شاش في الأنف لعدة الايام بعد الجراحة لتقليل احتمالية حدوث نزيف .
3.يجب الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب بعد الجراحة من صادات حيوية وغيرها .
4.يجب إبقاء الرأس مرفوع قدر الإمكان حتى خلال النوم ( النوم على عدة وسادات ) وتجنب الانحناء للأمام .
5.ينصح بالراحة بعد العملية وتجنب الأنشطة التي تتطلب جهد وترفع ضغط الدم كما يجب عدم نف الأنف .
6.يمنع استخدام مسكنات الألم من زمرة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين فهي تزيد خطورة حدوث النزف .
7.يمكن استنشاق محاليل ملحية أو تبخير الأنف و استخدام مرطبات للجو و ذلك للحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطية للأنف لمنع حدوث التجفاف .
8.يجب مراجعة الطبيب عند حدوث نزف غير مسيطر عليه أو تورم في الوجه أو ارتفاع حرارة .