تتشكل المشيمة عادة في القسم العلوي من الرحم حيث يتم التعشيش في قعر الرحم وعلى الجانبين في معظم الحمول ، والمشيمة تشكل خلال الحمل لتؤمن التغذية والاوكسجين للجنين وتخلصه من الفضلات و ثاني اوكسد الكربون ويؤمن اتصالها بالجنين الحبل السري .
وفي بعض الحالات يحدث التعشيش في القسم السفلي للرحم وتنزاح المشيمة حول عنق الرحم او تغطيه بشكل كامل ، وتوضع المشيمة المنزاحة السفلي سيسبب نزوف خلال الحمل واكثر ماتكون هذه النزوف في الثلث الاخير من الحمل ، وقد تعيق حدوث الولادة الطبيعية وتكون المشيمة المنزاحة على عنق الرحم استطباب للولادة القيصرية .
ما أسباب المشيمة المنزاحة ؟ كيف يتم تشخيصها ؟وهل تسبب خطورة على الجنين والأم ؟ وهل دائما تكون استطباب للولادة القيصرية ؟
أسباب المشيمة المنزاحة :
السبب الدقيق لانزياح المشيمة غير معروف بدقة لكن وجود ندبة سابقة في جدار الرحم من الاسباب المحتملة لحدوث انزياح في المشيمة،وتحدث الندبة في سياق جراحة سابقة على الرحم لاستئصال ورم ليفي او جراحة قيصرية سابقة او تجريف الجوف.
النساء الولودات ( لديهن ولادات سابقة ) او لديهن سوابق مشيمة منزاحة في حمل سابق والمدخنات يكن أكثر عرضة لحدوث انزياح في المشيمة .
الأعراض التي تحدث للمرأة الحامل عند حدوث المشيمة المنزاحة والاختلاطات الخطيرة :
يحدث نزف مهبلي عفوي عادة أو محرض بسقوط او جماع مثلا ، يكون النزف خفيف وغير مؤلم ويتكرر عدة مرات عند الحامل.
قد يحدث النزف بحالة المشيمة المنزاحة في اي وقت من الحمل . لكن حدوثه في أشهر الحمل الاولى عادة غير خطير و يتراجع مع تقدم الحمل حيث أن الرحم يتمدد حتى نهاية الحمل وتبتعد المشيمة عن فوهة عنق الرحم ويعود توضعها مرتفع ولا يسبب مشاكل .
لكن وجود النزف في الثلثين الاخيرين من الحمل يجب طلب استشارة الطبيب بشكل عاجل .
قد يحدث نزف شديد وغزير عند المخاض والولادة وقد يصبح مهدد لحياة الأم وجنينها فقد تخسر الحامل كمية كبيرة من الدم وتدخل في صدمة نقص حجم كما أن الجنين قد يصاب بنقص أكسجة وتحدث الوفاة حول الولادة .
وجود المشيمة المنزاحة يعرقل الولادة أحيانا وذلك بحسب توضع المشيمة فإذا كانت حول عنق الرحم وبعيدة عن مخرج الرحم ولا تغلقه فيمكن أن تتم الولادة الطبيعية ، بينما ارتكاز المشيمة المنزاحة بشكل تام او جزيي عند مخرج الرحم فهي استطباب للولادة القيصرية وتجربة الولادة الطبيعية قد تكون قاتلة للام وطفلها .
يزداد احتمال حدوث نزوف الخلاص (نزوف مابعد الولادة ) في حالات المشيمة المنزاحة حيث أن ارتكاز المشيمة على الجزء السفلي للرحم يعرقل انقباضه مما يسبب عطالة رحمية ونزف غزير يحتاج لتدخل طبي إما باعطاء اوكستوسين لتحريض انقباض الرحم وتوقف النزف أو المداخلة باستخدام بالون القثطرة لضغط مكان النزف وفي الحالات الشديدة قد يتم استئصال رحم ولادي ( نادرا ).
التشخيص الطبي للحالة :
يتم تشخيص المشيمة المنزاحة عادة خلال الفحص الروتيني للحامل في العيادة قبل الولادة او عند حدوث نزف مهبلي عند الحامل وذلك من خلال اجراء ايكو ( تصوير بالصدى) .
كل امرأة حامل في أشهر الحمل الاخيرة وتعاني من نزف مهبلي يمنع اجراء مس مهبلي قبل اجراء ايكو والتأكد من عدم وجود مشيمة منزاحة بالمس المهبلي في حالة المشيمة المنزاحة قد يسبب نزف غزير .
عند تشخيص مشيمة منزاحة بأشهر الحمل الاولى يفضل اعادة الايكو قبل الولادة للتاكد حيث أنه في معظم الحالات ترتفع المشيمة نتيجة تمدد الرحم ويصبح ارتكازها طبيعي في الرحم ولا يسبب مخاطر خلال الولادة .
عند تشخيص وجود مشيمة منزاحة عند الحامل ينصح بالتزام الراحة خلال فترة الحمل وتجنب الانشطة التي تزيد خطر حدوث النزف مثل الجماع والقفز و الركض كما يجب عدم القيام بدش مهبلي وعدم اجراء مس مهبلي فكل ذلك قد يتسبب بنزف .
العلاج والتدبير لحالة النزف عند الحامل .
يعتمد العلاج واتخاذ القرار بالولادة على كمية النزف و نضج الجنين وتوضع المشيمة والحالة العامة للأم والجنين .
بداية يجب اجراء مصالبة للدم وتحديد زمرة دم الحامل وتامين الدم فقد تحتاج المريضة لنقل دم .
تتم مرتقبة المريضة في المشفى في حال كان الجنين غير ناضج و النزف خفيف ولا داعي لانهاء الحمل وتوليد المريضة .
في حالات النزف الغزير واءي يكون مهدد لحياة الام والجنين يجب انهاء الحمل بغض النظر عن عمر الجنين
مما يودي لولادة الجنين مبكراً ( خداج ) والحاجة لوضع الطفل في الحاضنة .
اغلب حالات ارتكاز المشيمة المعيب تحتاج لاجراء قيصرية وذلك بعد تحديد توضع المشيمة بالنسبة لمخرج الرحم بواسطة الايكو .
اذا يعتبر ارتاز المشيمة المعيب مشكلة تواجه الام والجنين وتعرقل حدوث الولادة الطبيعية احياناً وقد تؤدي لمخاطر على الام والجنين وتزداد الولادات الخدج والتي تحتاج للرعاية بعد الولادة وتترافق مع حدوث وفيات .