تعتبر حاسة السمع ضرورية لتطور اللغة والكلام عند الطفل فعند وجود ضعف في السمع غير مشخص وغير مكتشف ومعالج فإن الطفل سيتأخر في النطق ويكون تطور الكلام لديه متأخر عدا عن التاخر الدراسي والمشاكل الاجتماعية التي سيعاني منها في المستقبل لذا يعتبر فحص السمع عند حديث الولادة خطوة هامة لا يجب على الآباء إغفالها فعند معالجة الطفل بشكل باكر كتركيب سماعة طبية مثلا يعني تجنب مشاكل اللغة التي قد يعاني منها الطفل .
ماهي اختبارات السمع التي تجرى للأطفال حديثي الولادة ، وماذا لو أن طفلك لم يجتز اختبار السمع ؟.
اختبارات السمع التي تجرى للأطفال حديثي الولادة :
يجب اجراء اختبارات السمع لجميع الأطفال حديثي الولادة خلال الشهر الأول من الولادة وعادة يجرى قبل عند الولادة قبل تخريج الطفل من المشفى.
يولد الأطفال بمشاكل دائمة في السمع بنسبة 2% تقريباً وعدم اجراء اختبار السمع وتشخيص فقد او ضعف السمع عند الطفل يعني حرمان الطفل من فرصة التدخل الطبي المبكر واعطاءه الفرصة لتطوير اللغة والتواصل الجيد .
حاسة السمع موجودة عند الأطفال منذ الولادة حيث أن حديثي الولادة يبدون رد فعل للأصوات العالية وفي عمر الثلاث أشهر يدير الطفل رأسه باتجاه مصدر الصوت ويبدأ بنطق مقاطع صوتية مثل با وما ويضحك ، يعتبر ذلك اشارات سريرية تدل على ان الطفل يسمع ولكن لايمكن معرفة إذا كان الطفل يسمع كل الأصوات وقادر على فهم اللغة المنطوقة وتطويرها مع الوقت فقد يكون لديه ضعف سمع ويستجيب للأصوات العالية والضجيج مما يعني أن استجابة الطفل للأصوات ليست كافية وليست دليل على سلامة حاسة السمع لديهم .
يوجد في عيادات السمع أجهزة خاصة لفحص السمع عند الأطفال .
بداية يقوم الاخصائي بفحص مسحي يسمى الإنبعاث الصوتي الأذني OAE، ويتضمن الفحص وضع سامعة في أحد أذني الطفل في الجزء الخارجي منها ، ترسل السماعة أصوات بموجات صوتية مختلفة إلى الجزء الداخلي من الأذن ( الحلزون أو يسمى القوقعة وهي الجزء المسؤول عن استقبال الاشارات الصوتية وتحويلها لاشارة كهربائية ونقلها عبر العصب السمعي للمراكز العصبية ) ، عندما يستقبل الحلزون اشارة صوتية سينتج عنه استجابة وهي موجة صوتية تعود باتجاه غشاء الطبل ويسجلها جهاز الفحص من جديد وهي إشارة على استقبال الحلزون للصوت وبالتالي سلامة أجزاء الأذن بالكامل من الخارج للداخل .
عدم الحصول على استجابة عند اجراء الاختبار يمكن الاعادة مرة اخرى مع الحرص على عدم وجود ضجيج في المكان. وقد لا نحصل على استجابة بحال وجود انسداد في الأذن الخارجية نتيجة لانسداد مجرى السمع أو الوسطى نتيجة عيب خلقي أو انصباب سائل في الاذن نتيجة لالتهاب او وجود مشكلة في الحلزون يجب تشخيصها . وهذا الفحص لا يقيم سلامة العصب السمعي والمراكز الدماغية لذا يمكن اجراء فحص لاستجابة جذع الدماغ السمعية ABR ، حيث يتم تخطيط جذع الدماغ ووضع ثلاثة أقطاب كهربائية على عنق ورأس الطفل وتسجيل الموجات الكهربائية للاستدلال على سلامة المراكز السمعية عند الطفل ويمكن للاخصائي شرح النتائج وتوضيح وجود مشكلات عند الطفل .
قد يكون لدى الطفل فقد سمع تام أو جزئي في كلا الاذنتين أو أذن واحدة.
ويمكن للأخصائي مناقشة الحلول المقترحة بحسب حالة الطفل وسبب مشكلة السمع لديه .
اذا اجتاز الطفل اختبارات السمع وكانت النتائج طبيعية فذلك لا يلغي احتمالية تعرض الطفل مستقبلا لمشاكل في السمع مؤقتة مثل حالات التهاب الأذن الوسطى أو دائمة في حالات التهاب السحايا مثلا .
تستغرق الفحوصات السابقة حوالي ربع ساعة ولا تسبب ألم او خطورة على الطفل فهي آمنة ويجب اجراءها وتحصل على نتيجة الفحص بمجرد الانتهاء منه ولا يوجد فترة انتظار عادة لاظهار النتائج .
يحتاج الاطفال الصم أو الذين لديهم ضعف في السمع إلى التدخل الباكر وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لتأمين نمو الطفل الصحي وتجنب الآثار السلبية على تطوير مهارات التواصل واللغة عند الطفل وتأخر التحصيل الدراسي والمعاناة الاجتماعية على المدى الطويل.
تقديم الدعم والتدخل الطبي قبل عمر 6 اشهر للأطفال الذين لديهم مشاكل في السمع سيمنح فرصة أفضل لتنمية اللغة والنطق لديهم بشكل طبيعي .
تعتبر مشاكل السمع من أشيع المشاكل الخلقية التي يعاني منها حديثي الولادة ، لذا يجب اجراء فحوص المسح لجميع الأطفال خلال شهر من الولادة وعلى الاكثر يجب الفحص ووضع التشخيص حتى عمر ثلاثة أشهر وتقديم العلاج قبل عمر الستة أشهر ولا يجب التأخر لتجنب العقبات التي سيتعرض الطفل لها ، فإن الأطفال الذين تم تشخيصهم بضعف او فقد السمع بين عمر 8 أشهر و ثلاث سنوات ، لديهم تراجع واضح في التعلم والنمو الادراكي مقارنة بالأطفال من نفس فئتهم العمرية .