العلماء يتوصلون لطريقة جديدة من أجل الحفاظ على صحة العصبونات عند مرضى الزهايمر توصلت دراسة جديدة مجراة من قبل كلية الطب و طب الأسنان في جامعة طوكيو إلى أن العصبونات تتلف بشكل أبكر مما كان يظنه الخبراء في مرض الزهايمر, و أن إيقاف هذه العملية قد يمنع المرض من التطور على الإطلاق.
يعد مرض الزهايمر المسبب الرئيسي للخرف, ويعاني منه حوالي 5 مليون مريض في الولايات المتحدة.
هذا الداء بسبب العديد من الأعراض التي تبدأ بفقدان الذاكرة و التشتت , ومن ثم تتطور إلى صعوبات في التوجه ,التفكير و التحدث.
مع بقاء السبب الدقيق وراء حدوث داء الزهايمر غامضاً , لا يوجد حتى الآن أي علاج كامل لهذا المرض.
ولكن, عثر العلماء ضمن أدمغة المرضى المتوفيين من هذا المرض,على تراكمات دبقة من بروتين يدعى بيتا أميلويد .ومنذ ذلك الحين ,تحول هذا البروتين إلى محور بحث العديد من الدراسات .
حتى الآن , لم تتكلل تجارب الأدوية المستهدفة ل بيتا أميلويد بالنجاح.حيث يعتقد بعض العلماء أن السبب في ذلك هو البدء المتأخر بالعلاج .كما يعتقد العلماء أن العملية المؤدية لداء الزهايمر تبدأ قبل سنين من تشخيص المصاب بالمرض, وأنه حالما يبدأ المرضى بالخضوع للتجارب السريرية , فإن الآوان غالباً قد فات لمساعدتهم .
بالتالي , فإن المراحل المبكرة من المرض تمثل نافذة حرجة يجب التدخل خلالها.
النافذة الحرجة
بدء باحثون من كليتي الطب و طب الأسنان في جامعة طوكيو بدراسة مراحل مبكرة من التدهور المعرفي والتي تدعى بالاعتلال الإدراكي المعتدل mild cognitive impairment (MCI). بهدف معرفة ما الذي يحدث ضمن الدماغ قبل تطور أعراض داء الزهايمر.
إن مرحلة MCI تصف التغيرات الطفيفة في عمل الدماغ التي قد تطرأ عليه قبل مرض الزهايمر - كنسيان أسماء الأشياء أو ضياعها خلال تواتر أكبر من المعتاد.
يعتبر الأشخاص المصابين ب MCI مرشحين أكبر لتطور أعراضهم إلى الزهايمر على الرغم من عدم كون هذه الاحتمالية قاعدة صحيحة دوماً. إلا أن الباحثون يعتبرون الاحتمالية السابقة نافذة إلى المراحل المبكرة جداً من المرض.
من الفئران إلى البشر
قام الباحثون ضمن الدراسة البحثية الحالية والتي نشرت ضمن :Nature Communications بقياس التلف العصبوني -وهي عملية بارزة تكمن وراء أعراض الخرف - ضمن نماذج الفئران لمرضى الزهايمر كما تم قياسه عند كل من مرضى MCI و الزهايمر .
بهدف تقدير عدد العصبونات التالفة ,تم استعمال بروتين يدعى HMGB1, وهو بروتين تحرره العصبونات عند تلفها ووموتها .حيث قام الباحثون بقياس مستويات هذا البروتين في السائل المحيط للنخاع الشوكي عند 26 مريض MCI , و 73 مريض الزهايمر.
كما قام الباحثون بإجراء اختبار مبتكر جديد , باستعمال واسم حيوي جديد يدعى pSer46-MARCKS,من أجل رصد العصبونات التالفة ضمن مراحل مختلفة من الداء في أدمغة كل من الفئران المصابة بالزهايمر و الأشخاص المصابين ب MCI.
قام المؤلف الرئيسي للدراسة البحثية , Hikari Tanaka بشرح التالي:
إن التلف العصبوني , بديهياً, يعد عاملاً مهماً جداً في تطور مرض الزهايمر ولكنه في الوقت نفسه معروف بصعوبة كشفه في الوقت المناسب لأن الخلايا الميتة لا يمكن تلوينها وكشفها باستعمال الطرق الكيميائية أو النسيجية المناعية.
كان الباحثون متفاجئين عندما وجدوا أن العصبونات تلفت بشكل أسرع مما توقعوا.
وفي الحقيقة, كان عدد العصبونات التالفة عند المشاركين من مرضى MCI أكثر من عددها عند مرضى الزهايمر.
بروتين YAP المحتجز:
من المحتمل أن العلماء قد توصلوا لاكتشاف السبب وراء التلف العصبوني المبكر خلال تطور المرض,حيث اقترحوا أن البروتين المسمى YAP هو السبب.
كما أن دراسات جينية سابقة كانت قد وجدت رابطاً بين البروتين و مرض الزهايمر حيث كانت مستويات هذا البروتين, الذي ينظم موت الخلايا العصبية , أقل عند المرضى المصابين ب MCI.
توصل العلماء بشكل مثير للاهتمام إلى مكان البروتين المفقود ,حيث كان محتجزاً ضمن تراكمات البيتا أميلويد - هذه التراكمات التي لها أكثر علاقة معروفة مع مرض الزهايمر.تكمن أهمية هذا الاستنتاج بكونه قد يتمكن من تغيير أفكار العلماء حول مرض الزهايمر.
يعد الرأي الأكثر شيوعاً ضمن العلماء هو أن بروتين البيتا أميلويد هو المحرض الأول لمرض الزهايمر ,المؤدي لتلف العصبون.يدعى الرأي السابق بفرضية الأميلويد.
ولكن, النتائج الجديدة تقترح أن عملية خسارة بروتين YAP -والتي تحدث قبل تراكم بيتا أميلويد في الدماغ-قد تكون المسبب الرئيسي للتلف العصبوني.
"قد يغير هذا الاكتشاف فرضية الأميلويد" كما يقول المؤلف الرئيسي Hitoshi Okazawa
خيار علاجي جديد؟
ما الذي يعنيه هذا الاكتشاف من أجل المرضى؟
إن الباحثون يعتقدون بشكل مثير أن نتائج بحثهم قد تقود إلى إيجاد علاج جديد لداء الزهايمر.حيث يقول Okazawa:
"نتوقع أن يتم تطوير العلاجات الحديثة لمرض الزهايمر , حيث وضحنا أن التلف العصبوني معتمد على بروتين YAP و يبدأ حدوثه قبل نشوء معظم الأعراض."
قام الباحثون, بغرض اختبار علاج محتمل , بإجراء معالجة جينية للفئران تقوم بتعويض بروتين YAP المفقود. هذا العلاج استطاع إيقاف عصبونات الحيوانات من التلف و حسّن من الوظيفة الإدراكية, كما استطاع منع تشكل صفيحات البيتا أميلويد.
يتابع أوكازاوا "[...] كانت ملاحظة تأثيرات مكملات بروتين YAP ذات النقلة النوعية تقريباً, مثيرة للغاية" ،. على الرغم من كون هذا الاكتشاف واعداً للغاية ، إلا أن الباحثين لم يجروا هذه التجارب بعد على البشر ، وسيحتاجون إلى حل مشكلات الأمان المهمة قبل أن يتمكنوا من القيام بذلك.
يقول الباحثون أيضاً أن طريقتهم في قياس العصبونات التالفة قد تجعل الأمور أسهل للأطباء من أجل تشخيص المرضى ب MCI أو الزهايمر.في الوقت الراهن , لا يوجد واسمات حيوية موضوعية متوافرة لكي تساعد في عملية تشخيص MCI.
Translated by Mhd Walid Shahrour