بطانة الرحم الهاجرة أو يسمى انتباذ بطانة الرحم أو الاندومتريوز .
وهي حالة ينمو فيها نسيج مشابه لبطانة الرحم شكلياً ووظيفياً خارج الرحم ويتأثر بالهرمونات خلال الدورة الشهرية فيتثخن النسيج ثم يتحلل ثم ينزف مع كل دورة شهرية . مما يؤدي لاضطرابات عديدة تختلف بحسب مكان توضع الانتباذ البطاني .
قد يوجد الاندومتريوز في أي مكان ، ومن الشائع وجوده على المبيض واربطة الرحم بالعظم العجزي وجيب دوغلاس ( فراغ بين المهبل والمستقيم ).
السبب غير واضح تماماً ولكن من التفسيرات المحتملة لخروج انسجة البطانة الرحمية من جوف الرحم وانزراعها في أماكن قريبة مثل المبيض ، هي حدوث طمث راجع وخروج دم الطمث عبر نفيري فالوب . يحوي دم الطمث على خلايا بطانية نغرس في الانسجة القريبة وتنمو ويحدث الاندومتريوز.
توجد تفسيرات اخرى لحدوث الاندومتريوز مثل الانتشار اللمفاوي أو الدموي لخلايا البطانة الرحمية و آلية تحول الخلايا الظهارية في الصفاق لخلايا تستجيب للتغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية ، بالإضافة لنظرية المنشأ الجنيني للخلايا البطانية ، ونظرية تقترح حدوث غرسات من خلايا بطانية الرحم في أماكن الندوب الجراحي داخل البطن عند اجراء عمل جراحي على الرحم.
الاندومتريوز يرتبط بالوراثة فوجود قصة عائلية للاندومتريوز يزيد احتمال الإصابة .
كما يزداد احتمال الإصابة عند النساء اللواتي لديهن حيض غزير و ونزول الدم لمدة أكثر من 7 أيام وتقارب طموث ( أي مدة الدورة الشهرية أقل من 28 يوم ).
ارتفاع مستويات الاستروجين تزيد احتمال تعرض السيدة للاصابة .
يكون احتمال الاصابة أشيع عندما يبدأ الطمث بسن مبكرة ويتأخر انقطاع الطمث ( سن الضهي ) ، وفي حالات عدم الانجاب واستخدام موانع الحمل الهرمونية و انخفاض مؤشر كتلة الجسم BMI والنساء الفعالات فيزيائياً .
الأعراض المرافقة للبطانة الهاجرة:
يعتبر الاندومتريوز اضطراب مؤلم ، ومع ذلك فأن ربع الحالات تقريباً لا تحدث لديهنّ أعراض.
تختلف الأعراض بحسب مكان توضع الأندومتريوز وحجم نموه.
يسبب عسرة طمث ثانوية ، ألم ماغص أسفل البطن قبز حوث الطمث بعدة أيام ويزداد مع بدء الطمث ويستمر خلال الطمث وبعده بعدة أيام .
عادة تترافق مع غزارة طمث ( نزف دورة غزير ) وتطاول طمث ( فترة نزول الدم أكثر من 7 أيام ) و تقارب طموث ( الدورة الشهرية أكثر من 28 يوم ).
وجود النسيج الهاجر في رتج دوغلاس ( بين المهبل والمستقيم ) قد يسبب عسرة جماع عميقة أي حدوث ألم عند إيلاج القضيب.
وجود نسيج قرب المستقيم قد يسبب صعوبة وألم عند التغوط ( عسرة تغوط).
وقد يسبب مشاكل معوية عند نموه على الأمعاء أو صعوبة تبول عند قربه من المثانة وغيرها من الأعراض بحسب التوضع.
الألم عند مريضة الاندومتريوز لا يعتبر مؤشر لشدة الحالة فقد يكون الاندومتريوز صغير ويسبب آلام شديدة وقد ينمو لاحجام كبيرة دون أن يكون عرضي.
التشخيص والفحص السريري :
يتوجه الطبيب من خلال الأعراض .
بالفحص قد يلاحظ وجود انقلاب خلفي ثابت للرحم
بالايكو قد توجد كيسات على المبيض.
التشخيص الأكيد يكون بتنظير البطن تحت التخدير العام ورؤية الاندومتريوز وأخذ خزعات وفحصها تحت المجهر .
العلاج المتبع:
يختلف العلاج بحسب شدة الاندومتريوز والاعراض.
1) العلاج الهرموني بحال عدم رغبة السيدة بالحمل ، يعتمد العلاج الهرموني على معاكسة تأثير الاستروجين ومنع نمو البطانة الهاجرة من خلال:
باستخدام موانع حمل بروجسترونية ( فموية ، غرسات،حلقات مهبلية ، أو لولب بروجستروني )
كما يمكن لمانعات الحمل الفموية المركبة ( بروجسترون واستروجين ) عند اخذها بنظام مستمر أن تساهم في تقليل الام الطمث المرافقة للاندومتريوز .
كما يمكن انقاص مستويات الاستروجين في الجسم من خلال استخدام مثبطات الاروماتيز
باستخدام شادات GnRH مما يؤدي لتثبيط انتاج الهرمونات المبيضية واحداث حالة ضهي اصطناعي ومنع حدوث دورات شهرية مما يقلل اعراض الاندومتريوز وتطوره . ولكن فهو يسبب فقدان عظم وهشاشة لذا لايستخدم لاكثر من 6 أشهر.
ومن العلاجات الفعالة للاندومتريوز هو الدانازول ، ينقص مستويات الاستراديول الحر ( نوع استروجيني) ويزيد مستويات التستوسترون الحر مما يسبب اعراض جانبية اندروجينية ( خشونة صوت ، زيادة وزن ، عد شائع ، انقطاع أو قلة طمث)
الدانازول فعال جداً حيث يؤدي لتراجع الاعراض خلال 2_6 اسابيع عند أغلب المريضات ، ومع ذلك يجب تجنب استخدامه لفترة طويلة بسبب تأثيراته الجانبية غير المرغوب بها لذا يعطى عادة ل 3_ 6 اشهر على الأكث
للقراءة أكثر عن: